زيت الشعانبي: ذهب الجبل وقصة صمود الشجر والإنسان...
هناك على امتداد غابات الزيتون الواقعة على مرمى حجر من جبل الشعانبي، تُكتب قصة تشكلت ملامحها منذ ما قبل الميلاد. بين أغصان الشجر وتحت ظل جبل الشعانبي، أياد تجمع ثمار العام لساعات طويلة، وكأنها تقتطف الحياة من رحم الأرض، مع بداية كل موسم للجني.
بعد نضال المزارعات في حقول القطف، تبدأ الرحلة نحو المعصرة الواقعة في منطقة الدغرة، القريبة من الجبل.
التكنولوجيا المستعملة لاستخراج زيت الزيتون لم تنزع عن العمال رداء الكرم والتلقائية، والوجبة المقدمة لكل زائر أو مار هي زيت زيتون بكر، زُرعت ثماره وقطفت في الشعانبي.
بين تنظيف الزيتون لإزالة الغبار والشوائب، وطحن حباته، وفصل الزيت عن الماء، وتصفية المنتوج، مراحل تحرّر الذهب الأخضر إلى أن يصل تدريجيا مرحلة الكمال. يُعلّب في أشكال مختلفة من الأوعية. ويعود إلى الفلاح في شكل محصول سنة من الصبر والتعب، أو يصدّر نحو أسواق تدرك قيمة ذهب الجبل، أو يباع داخل المعصرة ب16 دينارا للتر الواحد... كل مآل ممكن حمل معه رائحة الجبل ونكهة الأرض وطعم التجلّد... زيت الشعانبي هو شهادة على أن الصمود لا يُهزم أبدا.
برهان اليحياوي